Monday, July 30, 2007

الم الفراق





استند الى الحائط جالسا القرفصاء واضعا وجهه بين قدميه محيطا قدميه بكلتا يديه كأنه كتله ليس لها شكل او تمثال سريالى قديم لكائن اتعبه


العقل والجنون اتعبه الحب والكره اتعبته الحياة واتعبه الموت لقد كان الحائط المستند عليه يشبه كثيرا حائط النسيان او حائط الامل كما كان يسميه ذلك الحائط الذى يضعه بينه وبين نفسه .




احاطت به الامواج اخذته بعيدا الى غرفة الفكر المظلم تلك الغرفة التى قد طليت جدرانها بالدم الاحمر القانى لم تفلح ندائته الصامته بأن تغيثه بشئ من الزكرى كل الافكار عنده قد ماتت لم يعد منها الا النزر اليسير ذلك الكم الذى لا يستطيع حتى ان يسد نهر مشاعره الذى يسكب على نفسه هموما لا حد لها .




ليته كان يستطيع التسامى الى حد يفوق كل البشر لينظر من كوكبه العالى الى كل الصراعات المترامية على شكل انسان مثقل باحلام كثيرة احلام الحب والعيش الآمن وفكرة الشقاء بعد الالم وفكرة النيل بعد الصبر.




كانت كل هذه الافكار تحاصره فى جلسته تلك التى كانت تبدو لناظرها من بعيد بأن صاحبها يتمتع باحاسيس كثيرة مثل الامل فى كل شئ او الخوف من كل شئ .




كانت كل هذه الافكار تحاصره كأسنة الرماح بينما كانت تنبعث من داخله اصوات كانها حلقة زكر راحت تتخبط فى داخله مستفيقة بعضها بعض.




لم يكن يحن للزكرى قدر شوقه للقائها .




لم ينسى ابدا اخر كلماتها التى قالتها له وهى غارقة فى بحر الالام تلك الكلمات التى كانت تبدو له كانها كلمات رثائه المشؤم .لقد قتل ببعدها , تزكر صوتها الدافئ وهى تنادى عليه باسمة كعادتها-ولكن فى هذه المرة كانت بسمة مريضة-" احبنى حتى ان اكتشفت اننى لااستحق كل هذا الحب "لم تقل كلمة بعدها لكنه افاق على صوت من يحيطون بهما وهم يتلون آيات القرآن ويتشاهدون وسحبه صديقه وانهضه واحتضنه وبلل خده بدموعه.




وكل ذلك وهو لا يعى ماحدث الى الان لا يعى ان كل عمره قد ذهب فى لحظة واحدة قد فصلت بين موته والحياة لقد اصبح انسان يتمثل فى جسد يتوهم ان هناك شئ يسمى الصبر ارتفع صوته عاليل يا الله لما انا ولما هيا .




استوقفته دموعه عن محاولة المضى فى الكلام ولكنه تزكر الله يا الله كن معى يا الله احس بقشعريره حانية تملئه أسى ونظر من خلف دموعه فرآى خيالها وقد تجسدت له كانها الشمس تشرق من خلف جبل الظلمات الذى يحيط بحياته .




نادها فلم تجب تسائل فى نفسه اسئلة كثيرة لم يستطع ان يفهم منها سؤالا حتى يجاوب عليه باجابه تسكته وترضيهحاول النهوض ولكنه لم يستطع حاول مرة اخرى فكاد ان يسقط لولا ان استند الى الحائط مشى قليلا فى تلك الظلمة الرحبة اتجه الى موقع المرآه لينظر الى مرآة نفسه لا الى مرآة وجهه ولكنه لم يفاجئ فها هو قلبه كما آلفه شئ مصمت ملئ بالثقوب تتوهمه احاسيس ومشاعر شتى.اندفع خارجا ففاجئه النور من اين اتى كل هذا النور ففى ظلمته كان يحسب ان الدنيا كلها ظلمة اما الان فانه لا يتخيل ان هناك شبر واحد من الارض لم يقهره هذا النور .




اندفع الى الغدير الذى قد تعود ان يراها عنده نظر الى صفحة الماء فرآى تلك الصورة العزيزة التى الفها جلس ناظرا اليها وهو يبكى ويقول لماذا تركتنى لم تجب عن تساؤله ولكنها حاولت الانصراف فناداها قائلا" الى اين تذهبين خدينى معك".




نظرت له تلك النظرة الجميلة التى يعشقها مدت له يدها لكى تدعوه الى الجوء اليها فجاوبها مادا يده حتى لمست يده صفحة الماءفارتعشت صورتها على صفحة الماءفظن انه اخافهاولكن غدائر شعرها خرجت من الماء فاحتضنته وضمته الى الماءتدافعت عليه الامواج اخذته بعيد حتى......................اختفى